18‏/10‏/2010

اليوم الأول..


حرصت كثيراً على حضور الدورة في وقتٍ متقدّم عن الوقت المحدّد وذلك إعتباراً للإزدحام الذي سأواجهه وأنا في طريقي لمكان الدورة خاصةً أنّ مكة الآن مزدحمة جداً بسبب قدوم شعيرة الحج..



هذا هو يومي الأول في الدورة فمدّة الدورة ثلاثة أيام واسمها دورة إعداد المدرّبين على بناء مهارات التفكير{الكورت} للدكتور عثمان باعثمان.. دخلت للفندق المستضيف هذه الدورة ورأيت مالم يكن بالحسبان أشياء كثيرة والتي أصابتني بالذهول ومن ضمن هذه الأشياء قدوم سيدات كثر لهذه الدورة حتى أنّ المكان لايكفي مما أدّى إلى جلب كثير من الطاولات والكراسي الاضافية وكان عدد السيدات أكثر من عدد الرجال وتفاجأت أكثر عندما كان الدكتور يسأل من أخذ معه دورة كذا وكذا!؟ فكان عدد النساء أكثر من الرجال في حرصهم لحضور الدورات بشكل عام وهذا ليس بسبب كثر أوقات فراغهم ولكن بسبب حرصهم الشديد على تغير حياتنا لشكل أفضل وأرقى و أكثر المتواجدات من السيدات من طبقة أعضاء هيئة التدريس والموظّفات وطالبات الدراسات العليا والمعلّمات واخصّائيات اجتماعيات..!!



قبل دخولي للقاعة التي تتمّ فيها الدورة قمت بتسليم رسوم دخول الدورة ورسوم الشهادة بعد ذلك مدّت إليّ احدى الاخوات الكتاب المقرّر لهذه الدورة وقلماً وذهبت مسرعة لأنّه بسبب الازدحام في سداد الرسوم أدّى للتأخير وبدء الدورة مع أنّ الدكتور تأخّر قليلاً عن بدء الدورة بسبب مارآه من الازدحام..

بدأ الدكتور حديثه عن مقدّمة الكتاب وأنّه لابدّ من تهيئة النفس أولاً ومن ثم انطلاق برامج التفكير بعد ذلك تحدّث عن التفكير من منظور اسلامي وذكر آيات عدّة عن التفكير بعدها تحدّث عن مزايا هذا البرنامجوهي..

1_ سهولة تطبيق البرامج على جميع المراحل 2_ سهولة تعلّمه وتعليمه. ومزايا أخرى مع ذكر أهداف البرنامج.

ونحن في يومنا الأول استفدّت كثيراً وأول فائدة وهي أنّه لايحق لنا تجاه أي فكرة مطروحة من قبل الأبناء أو من قبل المعلّمين أو أي شخص آخر أن نحجّم هذه الفكرة أو نحكّمها أو نقيّمها فهناك ثلاث لاءات في العصف الذهني وهي..

لا للتحجيم..

لا للتحكيم..

لا للتقييم..

حتى لايتم بتر تلك الأفكار ولكن من الممكن نتناقش حول هذه الفكرة واظهار الابتسامة تجاه أفكار الآخرين وقبولها بصدرٍ رحب, كما تعلّمت أيضاً أنّ الأشياء السلبية في نظرنا هي دائماً ماتكون ضارة وعندما يتبادر لأذهاننا تجاه موضوع ما نقول: له أشياء ايجابية وسلبية ويتبادر في الذهن الأشياء السلبية هي الضّارة وغير مؤهّلة ولكن في الحقيقة الأشياء السلبية نطلق عليها سلبية لأنّها صعبة التفكير أو أنّها تحمل مشاقاً عظيماً في تنفيذها لذلك نحن نتنحّى عنها وهناك فرق كبير وواضح في المعنيين..!!

لذلك هنا يظهر لنا المثير!! فالفكرة ننظر لها من ثلاثة نواحي الجانب الايجابي والسلبي والمثير وسأذكر مثالاً لتتضح الفكرة أكثر المثال هو {حافلة أخرجت منها جميع المقاعد}


النقاط الايجابية استيعاب أكبر عدد من الناس.
النقاط السلبية سقوط الركاّب بسبب الازدحام.
المثير.. وجود حافلات بمقاعد وأخرى بدون التي بالمقاعد للناس والتي بدون لتحميل البضائع.


وقيس على ذلك في أيّ فكرة تطرح.. مثل دهن جميع السيارات باللون الأصفر تخيّل ذلك أو البعثة للخارج للدراسة وغيرها من الأفكار.

وهذا الدرس الأول من الكورت وهو معالجة الأفكار.

الدرس الثاني وهو الأخذ بالعوامل جميعها مثلاً عندما أقوم بشراء كتاب قديم الورق مع كون وجود هذا الكتاب بطبعات جديدة ولكن أنا قرّرت شراء الكتاب القديم فأنظر هنا للعوامل المعتبرة عند شرائي هذا الكتاب مثلاً...

صحيح أنّ هذا الكتاب قديم ولكن لابدّ أن يكون واضح الخط وإذا كانت أوراقه متناثره لقدم الكتاب أقوم بإصلاحه حتى لايتبعثر وقد يصبح وكأنّه جديد أيضاً أراعي أنّه من الممكن أن يكون أقل تكلفة من الكتاب الجديد ومن الممكن أن يكون هناك تنافس بين المكتبات لاحضار الكتب القديمة وبأرخص الأثمان هنا أكون قد استفدت لأنّه من الممكن أن تكون هوايتي جمع الكتب القديمة وبثمن بخس!!


الدرس الثالث وهو القوانين من المزايا في هذا الدرس أن يكون وضع القانون مناسب للجميع فربّ الأسرة مثلاً يستطيع أن يضع قانوناً ولكن لابدّ أن يشاور فيه أبناؤه هل يناسبهم أم لا مع معالجة الفكرة والاخذ بالعوامل حتى تصبح الحياة أكثر تلاؤماً وبالتالي يكون الاحترام متبادل من قبل الأبناء لوالديهم ولو كنّا بعيدين النظر لرأينا أنّ حياتنا نستطيع تغيرها للأحسن فالياباني والأمريكي ليس بأحسن منّنا ولكن لابدّ أن نبتعد قليلاً عن الحفظ ونعمل بالبحث عن كل شيئ متعلّق بهذه الحياة حتى نكون أكثر وعي وأكثر خيالاً فالطفل يكون خياله أوسع من البالغ ومن ثم يبدأ خيال الطفل بالتحجيم لأنّنا تعودنا على الحياة الجدّية وعندما نريد أن نتخيّل لابدَ أن يكون بعيداً عن الواقع حتى ينتهي بنا الامر بأنّنا لانستطيع ان نمازج بين الخيال والواقع وهذا هو الصح والمفيد لنا ولأبنائنا.